"شل" تدرس استحواذًا محتملًا على "بي بي" مع تراجع أسهم الأخيرة

تعمل شركة "شل" على تقييم فرص الاستحواذ على منافستها "بي بي" في صفقة قد تكون واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في قطاع النفط، حسبما أفادت مصادر مطلعة. الشركة في مراحل مبكرة من المداولات، لكنها تنتظر مزيدًا من الانخفاضات في أسعار الأسهم والنفط قبل أن تقرر ما إذا كانت ستتقدم بعرض رسمي.

ناقشت "شل" مع مستشاريها مزايا وجدوى الاستحواذ على "بي بي" في الأسابيع الأخيرة، إذ يتوقف القرار النهائي على ما إذا كانت أسهم "بي بي" ستواصل تراجعها، وذلك بعدما فقدت الأخيرة ما يقارب ثلث قيمتها في العام الماضي بسبب تراجع أسعار النفط وفشل استراتيجية التحول.

بالرغم من التقارير التي أشارت إلى أن "شل" قد تركز على عمليات إعادة شراء الأسهم أو استحواذات أصغر بدلاً من صفقة ضخمة، فإن بعض الخبراء يعتقدون أن عمليات الاستحواذ الكبرى تظل ضمن خيارات الشركة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه "بي بي".

من جهتها، أكدت "شل" أنها تركز على تحسين الأداء والانضباط الداخلي، في حين رفضت "بي بي" التعليق على الموضوع.

إذا تمت الصفقة، فإن دمج "شل" و"بي بي" سيكون من بين أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ صناعة النفط. على الرغم من تنافس الشركتين سابقًا في السوق، فإن استراتيجياتهما شهدت تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، إذ اعتمدت "بي بي" خطة طموحة للتحول إلى صافي انبعاثات صفرية، بينما ركزت "شل" على تقليص التكاليف وتصفية بعض الأصول ذات الأداء الضعيف.

تواجه "بي بي" تحديات بسبب انخفاض أسعار النفط، وتباطؤ تنفيذ استراتيجياتها الخاصة. وقد رفع صندوق "إليوت أسيت مانجمنت" حصته في "بي بي" إلى 5%، ودعا الشركة إلى اتخاذ تدابير إضافية لضمان التحول السريع والفعال.

تحت قيادة الرئيس التنفيذي وائل صوان، تحاول "شل" التركيز على اقتناص الفرص ذات القيمة العالية، مثل استحواذها الأخير على "بافيليون إنرجي" في قطاع الغاز الطبيعي المسال. وبينما تتفوق أسهم "شل" على منافسيها مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" في بعض الجوانب، إلا أن تقييم الشركة لا يزال أقل من نظيراتها الكبرى في الولايات المتحدة.

وقد صرح صوان مؤخرًا أن "شل" ستستمر في البحث عن فرص خارجية، لكن الشركة ستظل حذرة في عمليات الاستحواذ، مشيرًا إلى أن أي صفقة كبيرة يجب أن تساهم في زيادة التدفق النقدي الحر خلال فترة قصيرة.

إذا تمت الصفقة مع "بي بي"، فإنها ستمنح "شل" فرصة كبيرة لتعزيز إنتاجها النفطي والغازي، وكذلك العودة إلى قطاع الطاقة الأميركي، بعد بيع أصولها في حوض بيرميان.